يمكننا تشبيه التصميم المعماري بالطائر الذي يبني عشه بعناية، يجمع الأغصان والأوراق ليحمي صغاره من العواصف والشمس الحارقة، على هذا النحو يسير التصميم المعماري أيضًا الذي يعتبر عملية ابتكار مساحات تعكس احتياجات الإنسان وتتناغم مع بيئته، في مصر، حيث يلتقي النيل بالصحراء، يصبح المعمار هو الذي يعكس كل ذلك بهدف خلق مبانٍ آمنة وجميلة قادرة على الصمود أمام عوامل الزمن.
في هذا المقال، هدفنا الأساسي هو مساعدتك في فهم كل شيء يخص التصميم المعماري، بداية من مفهومه العام، أهدافه، المبادئ التي يسير عليها، ووصولًا إلى عناصره ومراحله الأساسية، وأخيرًا كيفية اختيار الشركة التي تلبي احتياجاتك بالكامل.
التصميم المعماري هو ذلك الشيء الجميل الذي نراه حولنا كل يوم، عندما تنظر إلى مبنى وتجد أن هناك شعورًا مختلفًا بداخلك، فهذا هو تأثير العمارة الحقيقي، وهنا يلعب المهندس المعماري دور المترجم بين الإنسان والمكان، فعمله يتعمق في فهم احتياجات الناس اليومية وكيفية شعورهم داخل المبنى.
لذلك ستجد أنه لا يقدم بعض المخططات والرسومات، لكنه يفكر في الراحة، في الإحساس، وفي التفاصيل التي تجعل المكان حيًّا ومتوافقًا مع من يستخدمه، لذلك ستجد أن العمارة في جوهرها هي نقطة التقاء بين الهندسة والفن، كل مبنى ناجح يجب أن يوازن بين المظهر الخارجي وبين الدور الذي يؤديه في حياة الناس.
أحيانًا تدخل مكانًا فتشعر براحة غريبة، كأن المكان صُمم خصيصًا من أجلك، هذا هو تأثير التصميم المعماري على الأفراد، حيث يخلق الذكريات ويجعلك تشعر بالانتماء الذي يبحث عنه الكثير لأن المباني لا يمكن التعامل معها على أنها جدران أو أسقف عشوائية، لكنها في الواقع انعكاس لأساسيات حياتك في: السكن، العمل، العبادة، والترفيه.
لذلك يجب التعامل مع العمارة على أنها الإطار الذي نعيش بداخله يوميًا، وكل التفاصيل الصغيرة له قادرة على أن تغيّر من طريقة عيشنا وشعورنا تجاه المكان، وبالتالي يكون تأثير التصميم المعماري كبير على الجميع.
بعد أن تعرفت على ما هو التصميم المعماري وأدركت دوره في حياتنا اليومية، حان الوقت لتتعرف على المبادئ الأساسية التي يقوم عليها هذا الفن لأنها السر وراء جمال وضخامة المباني التي تراها في شوارع مصر، وهي العنصر الأساسي الذي يمنح كل مكان شخصيته وروحه الخاصة.
فيما يلي سنذكر لك أهم هذه المبادئ التي قد تبدو عميقة بعض الشيء في البداية، لكنها ضرورية ويجب أن تكون على علم بها قبل البدء في مشروعك:
أن تشعر بأن كل جزء في المبنى ينتمي إلى الكل، تمامًا كأعضاء الأوركسترا الذين يعزفون سيمفونية واحدة متناغمة، هذا المبدأ أساسي في التصميم المعماري، ويأتي معه دائمًا توزيع العناصر البصرية (مثل النوافذ والكتل) بشكل يحقق استقرارًا بصريًا، سواء كان توازنًا متماثلًا (مثل واجهة المتحف المصري) أو غير متماثل (أكثر حداثة وديناميكية).
تكرار العناصر بنمط معين يخلق إحساسًا بالحركة ويقود عين الناظر عبر المبنى، مثل تكرار الأعمدة في المعابد الفرعونية أو الأقواس في العمارة الإسلامية، فهذه العمارة القديمة الفرعونية يمكن الاستعانة بمبادئها لخلق روح تجمع بين القديم والجديد بأفضل صورة ممكنة.
العلاقة بين أحجام العناصر المختلفة في المبنى وعلاقتها بحجم الإنسان، المقياس الصحيح يجعل الفراغ مريحًا ومألوفًا، لذلك يعتبر من أهم مبادئ التصميم المعماري الذي لا يمكن تجاهله.
يظن البعض أن أهداف التصميم المعماري تكون مقتصرة على انعكاس الصورة الجمالية وإظهار المباني بشكل أنيق يلفت الأنظار، لكن في الحقيقة ستجد أن هذه الأهداف تكون عميقة وتنقسم إلى عدة محاور رئيسية ومتنوعة، يمكن تلخيص أبرزها فيما يلي:
يجب أن يلبي المبنى الغرض الذي أُنشئ من أجله بكفاءة وسهولة، فالمستشفى يجب أن تسهل حركة الأطباء والمرضى، والمدرسة يجب أن توفر بيئة تعليمية محفزة، كما ينبغي عدم إهمال عنصر الأمان، المبنى لابد أن يكون آمنًا، قويًا، ومستقرًا، وقادرًا على مقاومة العوامل الطبيعية لسنوات طويلة.
هذا الهدف المزدوج يعتبر من أهم أهداف التصميم المعماري الحديث لأنه يركز على إنشاء مبانٍ صديقة للبيئة، تقلل من استهلاك الطاقة، وتعتمد على مواد محلية ومستدامة، مما يخلق بيئة صالحة للجميع، ولكنها قد تكون مكلفة بعض الشيء، لذلك يجب التفكير في وضع ميزانية محددة للمشروع، دون التضحية بالجودة أو الأمان.
وضعنا هذا الهدف في نهاية أهداف التصميم المعماري حتى نثبت لك أن المظهر الخارجي من ضمن الأهداف لكنه ليس أبرزهم، من خلاله نخلق تكوين معماري ممتع بصريًا ويعكس رؤية فنية فريدة تتناسب مع محيطه وثقافته.
اكتشف: أنواع الواجهات الخارجية للمنازل ومميزات كل نوع
إذا كانت المبادئ هي القواعد، فالعناصر هي الحروف الأبجدية التي يستخدمها المعماري لتشكيل لغته البصرية، أهم عناصر التصميم المعماري هي:
إنشاء مبنى يشبه كتابة رواية؛ يمر بمراحل متسلسلة ومنطقية لضمان خروج العمل النهائي بأفضل صورة ممكنة، لهذا السبب ستجد أن أي تصميم معماري يمر بمراحل 5 أساسية تحدد مدى نجاح المشروع في النهاية:
هذه هي جلسة العصف الذهني الأولى بينك وبين المهندس المعماري، قبل رسم أي خط، يجب على المهندس أن يصبح مستمعًا بارعًا، مهمته هنا ليست الحديث، بل طرح الأسئلة الصحيحة ليفهم “سيناريو” حياتك الذي سيجري في هذا المكان.
في نهاية هذه المرحلة، لا يكون لدينا البرنامج المعماري وهو وثيقة واضحة تحدد كل الأهداف والمتطلبات، إنه الأساس الذي يُبنى عليه كل شيء.
يمسك المهندس المعماري قلمه ويبدأ في ترجمة “البرنامج المعماري” إلى “مشاهد أولية” أو اسكتشات، هذه المرحلة تشبه رسم الفنان لملامح الشخصية الرئيسية بالقلم الرصاص؛ إنها تهتم بالخطوط العريضة والروح العامة للتصميم، وليس بالتفاصيل الدقيقة.
في هذه المرحلة يتم تحديد:
الناتج هنا هو مجموعة من الرسومات الأولية والمناظير البسيطة التي تمنحك أول لمحة مرئية عن شكل حلمك.
إذا كانت المرحلة السابقة هي رسم الشكل العام لأي مشروع، فهذه المرحلة هي إضافة كل الأساسيات الضرورية لتكملة الصورة النهائية، يتم خلالها اتخاذ قرارات أكثر تفصيلًا:
في نهاية هذه المرحلة، يصبح لديك تصميم ثلاثي الأبعاد شبه كامل، يمكنك التجول فيه افتراضيًا لتعيش التجربة قبل بناء أول طوبة.
هذه هي مرحلة كتابة ما تم في مراحل التصميم المعماري السابقة على الورق وتحويلها إلى لوحات هندسية مفصلة بها المواصفات الكاملة للمشروع، وبالتالي يتم خلالها ما يلي:
هذه الوثائق هي اللغة المشتركة التي يتحدث بها جميع المشاركين في المشروع لضمان تقديم مشروع متكامل في النهاية.
الآن، التصميم المعماري أصبح جاهزًا والمهندس المعماري متواجد لضمان تسليم المشروع كما كتبه، لذلك ستجد في هذه المرحلة المهندس يقوم بزيارات منتظمة للموقع لمراقبة سير العمل، ومهمته هنا هي:
وهكذا، تكتمل الرحلة، وتتحول الفكرة التي بدأت على الورق إلى مكان حقيقي، إذا كنت ترغب في البدء، اختر خدمة تصميم معماري من فيرتكس وتحقق ما تطمح إليه في مشروعك.
تاريخ مصر هو كتاب مفتوح عن تطور العمارة، فكل حقبة تركت بصمتها الفريدة، لذلك يتمتع التصميم المعماري في مصر بمميزات خاصة تختلف بعض الشيء عن أي مكان آخر، وسنوضح لك ذلك بالتفصيل في السطور التالية:
برع المصريون القدماء في التصميم المعماري الذي عكس إيمانهم بالخلود، فبنوا الأهرامات والمعابد بمقاييس ضخمة ودقة فلكية مذهلة، ثم جاءت العمارة الإسلامية لتزين القاهرة بمدارسها ومساجدها التي تميزت بالقباب والمآذن والاهتمام بالفناء الداخلي كمصدر للضوء والهواء.
اليوم، يواجه التصميم المعماري في مصر تحديًا ومعادلة معقدة: كيف نوازن بين الحفاظ على هذا الإرث العظيم والانطلاق نحو المستقبل؟ نرى اليوم مزيجًا من الاتجاهات؛ من الأبراج الزجاجية الشاهقة في العاصمة الإدارية، إلى محاولات إحياء العمارة البيئية التي تتلاءم مع مناخنا.
العالم اليوم قرية صغيرة، وقد تأثر التصميم المعماري باتجاهات عالمية متنوعة، أبرزها:
يواجه المهندس المعماري المصري اليوم تحديات كبيرة تتطلب حلولًا إبداعية ومبتكرة، منها:
وصلنا الآن إلى أحد أهم عناصر مقالنا اليوم، وهو اختيار شركة تصميم معماري تُلبي احتياجاتك بأفضل طريقة ممكنة، ولضمان العثور على ما تبحث عنه، يجب تنفيذ الخطوات التالية بالتفصيل:
قبل أي خطوة، اجلس مع نفسك وأسرتك واسأل: ما الإحساس الذي أريده في البيت؟ كم عدد الغرف؟ ما الأنشطة اليومية؟ وكم ميزانيتي؟ كلما كانت الصورة أوضح، صار عمل المهندس أسهل وأدق.
كل مكتب تصميم له بصمة خاصة، شاهد مشاريعهم السابقة واسأل: هل تعجبني لغتهم الجمالية؟ هل خبرتهم تناسب مشروعي؟ البورتفوليو مثل ألبوم صور المصور، يجب أن تقع في حب أسلوبه أولًا.
المقابلة الأولى تكشف الكثير، لاحظ: هل يستمعون فعلًا أم يقترحون حلولًا جاهزة؟ هل تشعر بالراحة معهم؟ المصمم الجيد يهتم بكيف “تعيش” في المساحة، لا بعدد الأمتار فقط، هذه الأساسيات يمكن أن تحدث فارقًا كبيرًا معك عند التعاقد مع الشركة بشكل نهائي.
العقد الجيد مثل وصفة متفق عليها: يوضح تفاصيل العمل، مراحل الدفع، وكيفية التعامل مع التغييرات، الشفافية من البداية تبني علاقة ثقة وتجعل رحلتك مع التصميم أكثر سلاسة، كما تقلل هذه المرحلة من مشاكل وخلافات عديدة قد تحدث مع مرور الوقت عند البدء في تنفيذ المشروع على أرض الواقع.
لابد أن يكون على علم بأساسيات ضرورية، مثل: رسم الشكل والحدود للمشروع، بناء الجدران والأرضيات، خلق الفراغات والمساحات، الاهتمام بالإضاءة، وأخيرًا معرفة كيف يمكنه إضافة الطابع والروح للمشروع بالكامل.
حركة الشمس تحدد مكان النوافذ والإضاءة الطبيعية، اتجاه الرياح يساعد على تهوية طبيعية تقلل المكيفات، التربة تحدد قوة الأساسات، المواد المحلية تقلل التكلفة وتُشعر المبنى بالانتماء لبيئته، وبالتالي لا يمكن إهمال هذه العوامل نهائيًا.
التصميم التقليدي خلال العقود الأخيرة ركز على الجمال والوظيفة فقط، مع اعتماد مبالغ فيه على التكييف والإضاءة الصناعية ومواد بناء غير صديقة للبيئة، أما الاستدامة فهي فلسفة جديدة ترى المبنى ككائن حي، تبدأ من لحظة تصميمه حتى نهاية عمره، وتتميز بأنها سوف تقلل التكاليف على المدى الطويل.
فريقنا من المهندسين المتخصصين جاهز لمساعدتك تواصل معنا الان واحصل على استشارة مجانية